تعتبر التربة الركيزة الأساسية لكل غراسة لمساهمتها في التغذية المائية و المعدنية للنبات بخزنها للماء أثر نزول الأمطار أو عند الري. تتطلب شجرة الزيتون تربة خصبة ذات تركيبة متوازنة (رمل, طمأ, طين) إذا أردنا الحصول على إنتاج وافرر و منتظم:
تتمثل الخاصيات الفيزيائية للتربة الصالحة لزراعة الزيتون في عمق يتعى المتر, و هيكلة حسنة تسهل نفاذ الجذور و نموها و استغلال الماء و الغذاء في الأعماق الخاصيات الكيميائية: يجب أن لا تتعدى نسبة الكلس الفاعل 40 بالمائة مع اجتناب الأراضي المحتوية على الجبس (في الزراعات المطرية) أو على ملوحة مفرطة. الزيتونة من الأشجار التي تحبذ الأراضي غير الحمضية ذات رقم هيدروجيني يتراوح بين 7 و 8.5 و نسبة من المادة العضوية تفوق 1.5 بالمائة. كما أن الزيتونة لا تتحمل اختناق الجذور نتيجة ركود المياه في الأراضي الثقيلة عند وفرة الأمطار و إلى التشقق عند الجفاف على أن الزيتونة تنمو و تنتج بوفرة في الأراضي الرملية العميقة النافذة و الأراضي التي تحوي نسبا من الطمأ و الطين لا تتجاوز 40 بالمائة في المناطق الرطبة. و نظرا لخاصيات المناخ بالبلاد التونسية فإن نجاح الغراسة يرتبط أساسا بحسن اختيار لتربة. فالأراضي الرملية العميقة (أكثر من متر) ملائمة لغراسة الزيتون أينما وجدت و خاصة بمناطق الوسط و الجنوب على أن قلع أو زعزعة الطبقات الصخرية غير المتصدعة (إن وجدت في النطاق المستغل من طرف الشجرة) ضروري قبل الغراسة لتسهيل نفاذ الجذور و تحسين هيكلة الأرض و نمو الشجرة على أن يتم بعد استشارة المصالح المختصة.
أما بالنسبة لمناطق الشمال الغربي الممطرة فيجب الإحتياط من الأراضي ذات القوام الطيني و الأراضي ذات الطبقة الحجرية السميكة و تفضيل الأراضي الرملية الطينية. كما يشترط لإنجاح غراسة شجرة الزيتون وجود نظام جيد الصرف لتفادي ركود المياه وفي كل الحالات يجب اعتماد الخرائط الفلاحية و كذلك اللجوء لدوائر التربة بالمندوبيات الجهوية للتنمية الفلاحية لطلب القيام بدراسة هيكلية و فيزيائية و كيمياوية للتربة باعتماد المقاطع و ذلك لتحديد نوع الغراسة.
التعليقات