منارة كل فلاح
يقصد بالتسميد الأخضر حرث بعض المحاصيل في التربة لزيادة محتواها من المادة العضوية و العناصر الغذائية و لتحسين خواصها الطبيعية و الكيميائية و الحيوية. و يتم بزراعة المحاصيل البقولية و تركها تنمو قبيل الإزهار ثم حرثها في نفس التربة و هي خضراء. أو يتم حشها و نقلها إلى تربة أخرى لتحرث فيها. و عادة تستعمل النبابتا البقولية مثل البرسيم شتاء و اللوبيا و الفول صيفا كما يتم استخدام محاصيل غير بقولية لنفس الغرض منها الشعير و الشوفان و أحيانا القمح شتاء.
تتميز النباتات الصالحة للتسميد الأخضر بسرعة نموها و تعمق جذورها و قلة أليافها. و تتميز نباتات العائلة البقولية عن باقي النباتات المستخدمة في التسميد الأخضر بقدرتها على زيادة محتوى التربة من النيتروجين من خلال علاقتها التكافلية مع البكتيريا المثبتة للنيتروجين من الهواء و يزداد محتوى التربة من النيتروجين القابل للإمتصاص بعد حرث النباتات الخضراء فيها أما إذا كانت النباتات في نهاية عمرها فهذا يزيد أكثر من محتوى التربة من المادة العضوية و لكن بدرجة أقل مقارنة بالسماد البلدي أو الكمبوست. ينبغي قلب النباتات و هي خضراء قبيل إزهارها حتى تتحلل بسرعة في التربة. و أن تكون إضافتها للتربة بفترة لا تقل عن شهر و نصف من زراعة المحصول التالي موضحا ذلك بأن بذور المحصول التالي لن تنبت إذا وضعت بعد قلب نباتات التسميد الأخضر بفترة بسيطة و ذلك لزيادة نسبة ثاني أكسيد الكربون في هواء التربة فيحد من إنبات البذور كما يمكن أن يسبب ضررا لجذور النباتات. في حين يرى بعض الباحثين الآخرين انه يجب زراعة المحصول التالي بعد قلب النبات الأخضر في التربة مباشرة حتى يستفيد المحصول الرئيسي من التسميد الأخضر و تعليل ذلك بأن بروتين النباتات الخضراء يتحلل أسرع من المخلفات النباتية الميتة و إذا زادت الفترة بين حرث النبات الأخضر في التربة و وضع تقاوي المحصول الرئيسي فإن النيتروجين سوف يفقد بالغسيل. عادة ما تكون نسبة الكربون/النيتروجين حوالي 1:80 في القمح و الشعير, 1:50 في الذرة, 1:20 في النباتات البقولية و كذلك تتحلل النباتات الخضراء أو المحتوية على نسبة عالية من الماء بسرعة أكبر من النباتات الجافة.
إلا أن هناك بعض المواد أو المخلفات النباتية و الحيوانية التي تحتوي على نسبة كربون/ نيتروجين منخفضة نسبيا تحتاج لتحللها فترات زمنية طويلة جدا قد تصل إلى عدة شهور و ذلك لارتباط المواد العضوية فيها بمواد أخرى تحميها من تأثير البكتيريا التي تقوم بعملية تحلل المادة العضوية ومن أمثلة تلك المواد خشب جذوع و أفرع الأشجار و جلود و قرون و حوافر و عظام و شعر الحيوانات و عظام و ريش الدواجن و كذلك كيتين الحشرات
التعليقات