تنتشر ظاهرة الإنجراف مائي كان أو هوائي في مناطق عدة. و هي لا تزال تأتي على كميات مهمة من التربة و خاصة في المنحدرات و يرجع ذلك إلى الأمطار الشديدة و شدة هشاشة الأرض (أحجار طرية و تربة هشة و تدهور للغطاء النباتي) و الأثر السلبي للأنشطة التي يقوم بها الإنسان. و تسبب الضغط المسلط على التربة من قبل الممارسات الزراعية قليلة المحافظة على البيئة و التقنيات الزراعية غير المناسبة في تفاقم التعرية . و تختلف الأراضي التي تتعرض للإنجراف من ولاية إلى إلى أخرى.
و يؤدي تدهور التربة بسبب الإنجراف المائي أو الهوائي إلى: 🌿 انخفاض خصوبة التربة نتيجة لاضمحلال الطبقة السطحية الغنية بالعناصر المغذية و المواد العضوية و الكائنات المهجرية التي تعيش في التربة 🌿 نقل البذور و اقتلاع البراعم و النباتات الصغيرة مما يسبب مساحات جرداء و انخفاض للمردودية. 🌿 تكاليف إنتاج أكثر 🌿 طبقات من الرواسب في الوديان و مجاري المياه و الأحواض و يضاف إلى ماسبق أن بعض الخصوصيات الإجتماعية و الإقتصادية للمناطق المهددة تمثل حاجزا أمام تنفيذ برامج مراقبة التحكم في التعرية. و من المشاكل التي تمنع اعتماد التقنيات الوقائية أو العلاجية يمكن ذكر الجانب العقاري (صغر حجم قطع الأراضي, التجزئة و القانون غير المحدد للأراضي) و الجانب الإجتماعي المتمثل في الكثافة السكانية العالية و الجانب الإقتصادي الذي يتسم بكثافة الأنشطة الفلاحية و بضعف وسائل الإنتاج و بالممارسات الفلاحية التقليدية. تمثل المحافظة على الموارد الطبيعية و خاصة منها التربة عاملا أساسيا من عوامل الإنتاج و هي ذات تأثير بيئي اجتماعي كبير, كما أنها تشكل ركيزة من ركائز التنمية المستدامة. و مكافحة الإنجراف ليس سوى جزءا من حزمة تكنولوجية تمكن في آن واحد من حماية البيئة الريفية و ضمان إنتاج مستدام و متحمل للجفاف. و تعتمد المحافظة على الموارد الطبيعية على مساهمة المزارعين في تحديد مشاكل القطاع الفلاحي و في البحث عن حلول مثل ملائمة التقنيات التقليدية مع الظروف و اعتماد أنظمة زراعية أكثر إستدامة. و يساهم الحفاظ على الموارد الطبيعية في تعزيز قدرة المزارعين و الباحثين على الإبتكار من خلال الجمع بين التقنيات التقليدية و الحديثة و تعديل الممارسات و إنشاء بعض البنى التحتية الوقائية ( قنوات تصريف, سدود صغيرة, مصدات الرياح). و من جهة أخرى يمكن تكثيف الإنتاج عبر تحسين ظروف نمو النباتات من خلال الزيادة في الغطاء النباتي للتربة و في الكتلة الحيوية للجذور و لبقايا المزروعات و في نشاط الكائنات التي تعيش في التربة و تساعد على تهويتها و في خشونة الطبقة السطحية للحقول. و إضافة إلى مردوده الإقتصادي, يقلص تكثيف الإنتاج على النحو المذكور آنفا في التقليص من مخاطر السيلان و التعرية. و على الصعيد العالمي, دائما ما يتصدر تأثير الحراثة على التربة قائمة الإهتمامات. و من جانب آخر, أدت النقاشات حول تأثيرات الحراثة أو الإستعمال المتكرر لأدوات الزراعة في الأراضي ذات التربة الحساسة للتعرية إلى نشأة الفلاحة المحافظة على البيئة.
و في الواقع, قد تفضي الحراثة إلى آثار سلبية متكررة. و لتفادي هذه المشاكل, ينصح باعتماد تقنيات زراعية مرتكزة على التقليص الشديد لاستعمال أدوات الحراثة و من بين هذه التقنيات تقنية اللاحراثة أو ما يسمى البذر المباشر.
التعليقات