تعد الحرارة عنصرا مناخيا مؤثرا في النمو و انتظام التطور عند النباتات فكل صنف من النباتات يحتاج إلى درجة حرارة معينة ليتم دورة نموه و وظائفه كالتركيب الضوئي و تكوين الإزهار...
تختلف الاحتياجات الحرارية للنباتات باختلاف النوع و كذلك الصنف و طور النمو للنبات ذاته و يعتقد أن مجال درجة الحرارة المناسب لنمو النبات يتراوح بين حد أدى 10 درجات مئوية و حد أقصى 45 درجة مئوية. و يلاحظ أن لكل نبات درجة حرارة ملائمة لنموه فإذا انخفضت درجة الحرارة ستؤدي إلى توقف نمو النبات و في هذه الحالة يتوقف تكون أنسجة جديدة و لن يكون هناك زيادة في وزن النبات أو حجمه أي أن معدل النمو يصبح صفرا و هو ما يطلق عليه صفر النمو. تؤثر حرارة التربة بصورة مباشرة و غير مباشرة في ظاهرة النمو النباتي و ذلك من خلال تأثيرها على نشاط الأحياء الدقيقة مما ينعكس على تفكيك المادة العضوية و كذلك تثبيت الآزوت الجوي سواء كان تكافليا أو غير تكافلي. فعند كون الحرارة مناسبة مع توافر الرطوبة الملائمة يزداد تفكك المادة العضوية و معدنتها كما تقوم الأحياء الدقيقة بتثبيت الآزوت الجوي و تحويله إلى آزوت عضوي يتحول إلى آزوت معدني عند موت الأحياء و تفسخها و لكن نشاط هذه الأحياء الدقيقة يتوافق مع نشاط نمو النباتات المضيفة لها و قد يستمر نمو هذه الأحياء عند درجة تجمد ماء التربة حيث تستمر في تشكيل العقد الجذرية على الرغم من توقف نشاط جذور النباتات المضيفة. وجد أن أفضل درجة حرارة مناسبة لتفسخ المادة العضوية الطازجة و تحللها هي في حجوج 27 درجة مئوية. كما وجد أيضا عملية تكوين الأمونيوم أقل تأثيرا بدرجات الحرارة من عملية النترجة. تؤثر الحرارة في ذوبان المركبات المعدنية و امتصاص العناصر الذائبة من قبل الجذور و كذلك في إنبات البذور و نمو المجموع الجذري و بشكل عام يرتفع معدل ذوبان العناصر المغذية بارتفاع درجة حرارة محلول التربة. أما فيما يتعلق بتأثير الحرارة في امتصاص النباتات للماء يزداد امتصاص النبات للماء مع ارتفاع درجة الحرارة عن درجة الحرارة الدنيا نظرا لزيادة معدل تنفس الجذور التي توفر مزيدا من الطاقة يستهلك بعضا منها في امتصاص كميات إضافية من الماء. يترافق ارتفاع درجة الحرارة عن الدرجة المثلى مع انخفاض في امتصاص النبات للماء موت بعض الشعيرات الجذرية الفاعلة في الأمتصاص.
تؤثر الحرارة في العمليات الفسيولوجية للنبات من خلال تأثيرها في كل من عملية التنفس و النتج و الإصطناع الضوئي فزيادة درجة حرارة الجو تعمل على زيادة التنفس لدى النبات الأمر الذي يرافقه أولا زيادة في استهلاك السكريات المصنعة و من ثم فقدها و ثانيا إنتاج كميات كبيرة من غاز ثاني أكسيد الكربون مما يؤدي إلى تجمعه في الأمكنة المغلقة كما تتأثر عمليات الاصطناع الضوئي بارتفاع درجات الحرارة حيث تتوقف هذه العمليات عند ارتفاع درجات الحرارة فوق 45 درجة مئوية.
التعليقات