يكتسي الصرف الزراعي أهمية كبرى في الرفع من مردودية المزروعات و تحسين جودتها. وقد عرف المزارعون منذ القدم أهمية الخنادق في صرف المياه الزائدة كما توارثو الطرق الكفيلة بمعالجة مشاكل ارتفاع منسوب المياه الجوفية و ظاهرة تملح التربة. تبرز الحاجة إلى الصرف الزراعي في الأماكن المنخفضة و في الأراضي الفلاحية المحاذية للسباخ و الشطوط الداخلية, خصوصا في فترات الري المكثف و هطول الأمطار, و يستثني منها الأماكن المرتفعة إلا إذا انعدم السيلان أو التسرب الطبيعي للمياه و تواجدت تربة قليلة النفاذية. و يهدف الصرف الزراعي إلى خلق التوازن الضروري لعوامل نمو المزروعات في منطقة انتشار جذور النباتات من رطوبة و هواء و أملاح.
و تمكن شبكة الصرف من: 💢 تصريف المياه الراكدة على السطح و بالتالي تفادي ظاهرة التغدق 💢 التحكم في منسوب المياه الجوفية و تراكم الأملاح الناتجة عن ارتفاع المائدة السطحية إلى منطقة انتشار الجذور و ما ينجر عنه صعوبة امتصاص النباتات لحاجياتها من الماء و من العناصر المغذية. و تجدر الإشارة إلى أهمية الاقتصاد في مياه الري لتفادي هذه الظاهرة, حيث أن الإفراط في الري لا يؤدي إلى ضياع الماء فحسب بل يتسبب في اشباع التربة بالماء لفترات طويلة و إلى منع التهوئة و غسل العناصر المغذية و زيادة التبخر و الملوحة و إلى ارتفاع منسوب المياه الجوفية. للصرف إذا أهمية على المدى القصير و البعيد, فعلى المدى القصير يوفر الصرف الظروف الملائمة لنمو النباتات, أما على المدى البعيد فهو يمكن من المحافظة على التربة و عدم تدهورها من جراء التملح. يتكون نظام الصرف الزراعي خاصة من: 💢 شبكة رئيسية من الخنادق المكشوفة أو الأنابيب المثقوبة و الممتدة تحت التربة و التي تتكون غالبا من أنابيب بلاستيكية لصرف مياه الحقول.
💢 شبكة فرعية من الخنادق أو الأنابيب لإيصال مياه الصرف المتأتية من الحقول إلى القناة الرئيسية التي تتألف عادة من قنوات مكشوفة, و تنتهي هذه الأخيرة في الشطوط أو السباخ أو الأودية أو البحر حيث يتم صرف المياه طبيعيا, أما إذا كان مستوى الانحدار غير كاف فإنه يتحتم استعمال محطة للضخ.
التعليقات