منارة كل فلاح
تعتبر التغذية من العناصر الأساسية في إدارة القطيع خاصة و أنها تمثل من 60 إلى 80 في المائة من كلفة الإنتاج. و تنقسم الموارد العلفية المستعملة ببلادنا إلى 4 أنواع: مراعي و أعلاف خشنة و مخلفات زراعية و صناعية و أعلاف مركزة. إن مساهمة كل مورد علفي في تغطية حاجيات القطيع تختلف حسب السنوات و حسب الجهات, إذ تعتبر الأعلاف الخشنة بالمناطق الشمالية و المراعي بمناطق الوسط و الجنوب من الموارد الهامة خاصة خلال السنوات الممطرة. كما تساهم المخلفات الزراعية و الصناعية و الأعلاف المركزة بنسبة مرتفعة في تغطية حاجيات القطيع خلال فترات الجفاف.
و للوصول إلى إنتاجية مرتفعة لا بد من تقديم وجبة غذائية تتماشى مع حاجيات القطيع و التي تختلف حسب الفترات الفيزيولوجية حيث يمكن تقسيمها كما يلي: 💢فترة الصيانة خلال هذه الفترة يمكن اعتبار المراعي في السنوات الممطرة و العادية المصدر الوحيد و الكافي لتغطية حاجيات النعجة أو الكبش و كذلك بالنسبة للأغنام في فترة النمو و تمتد الفترة عادة من بداية فترة الفطام إلى الثلاثة الأشهر الأولى من الحمل. و في صورة عدم وجود المراعي لا بد من استعمال الأعلاف الخشنة و المركزة و كل ما أتيح للمربي من موارد علفية أخرى لضمان هذه الوجبة. و تجدر الإشارة أنه خلال هذه الفترة يمكن اللجوء إلى التكملة بالأعلاف المركزة (من 200 إلى 400 غرام من العلف المركز للرأس الواحد في اليوم) ثلاث أسابيع قبل و بعد فترة الطريدة مما ينتج عنه الرفع في نسبة التوائم و الخصوبة. كما تقدم للكبش وجبة تكميلية قبل فترة الطريدة بشهرين, و ذلك باعتماد نظام غذائي مكثف. 💢فترة الحمل خلال الأشهر الثلاث الأولى من الحمل ليس هناك تغييرات كبيرة لحاجيات النعجة. لكنه من المستحسن تقديم تكملة إضافية زيادة على حاجيات الصيانة لكي تتمكن الشاة من تكوين مدخرات جسدية يمكن استعمالها في ما بعد. و خلال الشهرين المتبقيين من الحمل تجدر الإشارة إلى ارتفاع في حاجيات النعجة بينما تبقى الكميات المستهلكة من الأعلاف الخشنة محدودة نظرا للنقص الحاصل في سعة الكرش من جراء الضغط الذي يتسبب فيه الحمل. لذلك لا بد من تقديم وجبة ذات قيمة غذائية مرتفعة لتغطية حاجيات النعجة خاصة على مستوى الطاقة و الزلاليات مع الإشارة إلى أنه من الضروري إضافة مكمل فيتاميني. 💢فترة الرضاعة يمكن للنعجة خلال الفترة الأولى من الرضاعة خلافا لآخر فترة من الحمل, استعمال المدخرات الجسدية دون أن يتسبب لها ذلك في عوارض صحية خطيرة. لكن لا بد من تغطية الحاجيات خلال هذه الفترة و خاصة من الزلاليات و ذلك حسب النمو اليومي للخرفان الذي يبقى مرتبطا بإدرار الحليب خلال الشهر الأول من هذه الفترة. و من المستحسن تقديم كمية من العلف المركز للأمهات و خاصة ذات التوائم. و تتراوح هذه الكمية ما بين 500 و 700 غ يوميا للرأس الواحد إضافة إلى تقديم 50 غ يوميا للرأس الواحد من مكمل معدني و فيتامينات. هذا مع العلم و أن الكميات المقدمة من العلف المركز تبقى مرتبطة بنوعية المراعي و الوجبة الأساسية المتكونة من الأعلاف الخشنة.
و تتراوح فترة الرضاعة ما بين 4 و 6 أشهر في المواسم الطبيعية أما في مواسم الجفاف فإنه من الأفضل فطم الخرفان بعد شهرين و نصف من الولادة و تغذيتها في الحضيرة مع وزن لا يقل عن 20 كغ. 💢فترة ما بعد الفطام خلال هذه الفترة و في السنوات الممطرة يمكن الاعتماد على المرعى. أما إذا كانت السنوات جافة فلا بد من تقديم تغذية إضافية و ذلك باستعمال كل ما هو موجود بالضيعة.
التعليقات