في ظل التغيرات المناخية وتقلص التساقطات وتضاعف تكلفة الإنتاج الفلاحي وما يتطلبه من مبيدات و اسمدة ، سعى البعض إلى الفلاحة البيولوجية الخالية من المواد الكيميائية وهذه الزراعة تعتمد أساسا على البذور الأصلية عوض البذور الهجينة.
البذور الاصلية هي البذور التي لم يتم معالجتها مخبريا ولم يتم دمج للصفات الوراثية بينها وبين بذور اخرى فهي خزان لجينات تعود لألاف السنين وتساهم في حفظ الموروث الجيني من الاندثار؛كما انها قادرة على التأقلم مع تحديات التغير المناخي فهي مقاومة للفطريات و الجفاف وأقل جاحة للموارد المائية، كما أن لها وقت محدد للنضج وهي أكثر انتاجا والأهم ان محاصيل البذور الاصلية يمكن الاحتفاظ بجزء منها واعادة زراعته في مواسم فلاحية قادمة،كما يمكن توارثها من جيل إلى جيل.
وحسب دراسات في تونس ، فإن القيمة الغذائية في البذور الأصلية مرتفعة ونسبة البروتين في الحبوب المحلية تتراوح بين 14و17%،بينما تنخفض النسبة في البذور الهجينة او المستوردة إلى 10و12%.
البذور الهجينة هي بذور معدلة وراثيا من خلال دمج لصفات وراثية بين نباتين أو أكثر بغاية تحقيق مردودا وافرا ومستقرا من حيث الكمية والجودة ويستجيب للاحتياجات السوق وشروطه . عادة ما تتطلب البذور المهجنة كلفة مالية كبيرة لما تتطلبه من موارد مائية،وأسمدة ومبيدات ،والبذور الهجينة بذور تزرع مرة واحدة ،ففي كل موسم وجب على الفلاح اقتناء هذه البذور من قبل مزود..ففي بعض التجارب فإن زراعة البذور المهجة للمرة الثانية ليس لها مردودية مقارنة بالحصول الاول.
وتجدر الإشارة ان بنك الجينات في تونس يعمل منذ سنة 2008 على جمع بذور قديمة من الفلاحين وإكثارها وتمكن كذلك من إسترجاع أصناف أصلية أخرى تم العثور على عينات منها في بنوك جينات دول اخرى أوروبية وآسيوية وهذه البذور الأصلية لأنواع من الأشجار المثمرة والحبوب والخضروات. هادية بالناجي
التعليقات